تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٨ - الصفحة ٨٣
الأعظم معز الدين، أبو الحارث، واسمه بالعربي أحمد بن الحسن بن محمد بن داود. كذا ساقه ابن السمعاني، وقال في أبيه الحسن إن شاء الله.
ثم قال: ولد بسنجار من بلاد الجزيرة في رجب سنة تسع وسبعين وأربعمائة حين توجه أبوه إلى غزو الروم، ونشأ ببلاد الخزر، وسكن خراسان، واستوطن مرو.
وقال ابن خلكان: تولى المملكة نيابة عن أخيه بركياروق سنة تسعين وأربعمائة، ثم استقل بالسلطنة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.
وقال ابن السمعاني: وكان في أيام أخيه يلقب بالملك المظفر إلى أن توفي أخوه السلطان محمد بالعراق في ذي) الحجة سنة إحدى عشرة، فلقب بالسلطان.
وقال: ورث الملك عن آبائه وزاد عليهم. ملك البلاد، وقهر العباد، وخطب له على أكثر منابر الإسلام. وكان وقورا، حييا، سخيا، كريما، مشفقا، ناصحا لرعيته، كثير الصفح. صارت أيام دولته تاريخا للملوك، وجلس على سرير الملك قريبا من ستين سنة. أقام ببغداد، وانصرف منها إلى خراسان، ونزل مرو، وكان يخرج منها ويعود.
قال: وحكى أنه دخل مع أخيه محمد إلى الإمام المستظهر بالله، قال: فلما وقفنا بين يديه ظن أني أنا هو السلطان، فافتتح كلامه، فخدمت وقلت: يا مولانا أمير المؤمنين السلطان هو وأشرت إلى أخي. ففوض إليه السلطنة، وجعلني ولي العهد بعده بلفظه.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»