تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٨ - الصفحة ٣٢٣
سافر في صباه إلى العجم، وبقي بها في الخدمة زمانا. وكان يكتب خطا منسوبا، خبيرا باللسان السرياني واللسان الفارسي، واللغة، وله نظم حسن، ظريف. وكان والده أبو العلاء صاعد طبيبا مشهورا.
وكان أمين الدولة، وأبو البركات أوحد الزمان في خدمة المستضيء بأمر الله، وكان أوحد الزمان أفضل من أمين الدولة في العلوم الفلسفية، وله فيها تصانيف. وكان الآخر أبصر بالطب، وكان بينهما عداوة، ولكن كان ابن التلميذ أوفر عقلا، وأجود طباعا.
وقال ابن خلكان: كان أوحد الزمان، واسمه هبة الله بن محمد بن ملكا، يهوديا فأسلم في آخر أيامه، وأصابه الجذام فعالج روحه بتسليط الأفاعي على جسده بعد أن تجرعها، فبالغت في نهشه، فبرئ من الجذام وعمي، فعمل ابن التلميذ:) * لنا صديق يهودي حماقته * إذا تكلم تبدو فيه من فيه * * يتيه والكلب أعلى منه منزلة * كأنه بعد لم يخرج من التيه * وقال الموفق عبد اللطيف بن يوسف: كان ابن التلميذ كريم الأخلاق، عنده سخاء ومروءة، وأعمال في الطب مشهورة، وحدوس صائبة، منها أنه أدخل إليه رجل ينزف دما في زمن الصيف فسأله تلاميذه، وكانوا قدر
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»