تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٨ - الصفحة ٢٠
وقوع المطر ووقع في شوال مطر وبرد أكبر من البيض.
حروب الغز وأما خراسان فكانت الغز قد شبعوا، وسكنت سورتهم، واستوطنوا بلخ، وتركوا النهب. واتفقوا على طاعة الخاقان محمود بن محمد ابن أخت سنجر، وأتابكه الأمير أي به، فلما دخل شعبان سارت الغز إلى مرو، فنهض لحربهم الأمير المؤيد، فظفر بهم، وقتل بعضهم، فدخلوا مرو.
فجاء خاقان من سرخس، وأنضم إليه المؤيد، فالتقوا في شوال، فكان بينهم مصاف لم يسمع بمثله، وبقي القتال يومين. وتواقعوا مرات عديدة وانهدم الغز ثلاث مرات، ثم يعودون للقتال، فلما طلع الضوء من الليلة الثانية انجلت الحرب عن هزيمة الخراسانية، وظفر الغز بهم قتلا وأسرا وعادوا إلى مرو، وقد استغنوا عن الظلم المفرط فشرعوا في العدل وإكرام العلماء.
ثم أغاروا على سرخس وأخربوا رساتيقها، وعملوا كل شر. وقتل من أهل سرخس نحو من عشرة آلاف نفس، وعادوا إلى مرو، وتقهقر الخاقان بعساكره إلى جرجان. فلما دخلت سنة أربع بعث إليه الغز يسألونه القدوم ليملكوه كما كان فلم يركن إليهم.
فأرسوا يطلبون ابنه جلال الدين محمد. وترددت الرسل، فبعث إليهم ابنه، ولما اطمأن هو سار إليهم وكان مستضعفا معهم في السلطنة.
حج ابن الجوزي قال ابن الجوزي: وحججت فيها، وتكلمت بالحرم مرتين.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»