تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٧ - الصفحة ٨
ووحدت مدينة سبتة، فأمنهم، ثم سار إلى مراكش، فنزل على جبل قريب منها، وبها إسحاق بن علي بن يوسف بن تاشفين، فحاصرها أحد عشر شهرا، ثم أخذها عنوة بالسيف في أوائل سنة اثنتين وأربعين، واستوثق له الأمر ونزلها. وجاءه جماعة من وجوه الأندلسيين وهو على مراكش باذلين له الطاعة والبيعة، ومعهم مكتوب كبير فيه أسماء جميع الذين بايعوه من الأعيان. وقد شهد من حضر على من غاب. فأعجبه ذلك، وشكر هجرتهم، وجهز معهم جيشا مع أبي حفص عمر بن صالح الصنهاجي من كبار قواده، فبادر إلى إشبيلية فنازلها، ثم افتتحها بالسيف.
وذكر اليسع بن حزم أن أهل مراكش مات منهم بالجوع أيام الحصار نيف على عشرين ومائة ألف. حدثنيه الدافن لهم.
ولما أراد فتحها، داخلت جيوش الروم الذين بها أمانا، فأدخلوه من باب أغمات، فدخلها بالسيف،) وضرب عنق إسحاق المذكور، في عدة من القواد.
قال اليسع: قتل ذلك اليوم مما صح عندي نيف على السبعين ألف رجل.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»