تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ٥٩
الخليفة ونودي: لا يبقى ببغداد أحد من العسكر.
4 (دخول الراشد بغداد)) وخرج الراشد فنزل على صرصر، واستشعر بعض العسكر من بعض، فخشي زنكي من البازدار والبقش، فعاد إلى ورائه، فرجع أكثر العسكر منهزمين، ودخل الراشد بغداد.
وقيل إن مسعودا كاتب زنكي سرا، وحلف له أنه يقره على الموصل والشام، وكاتب الأمراء أيضا فقال: من قبض منكم على زنكي أو قتله أعطيته بلاده.
فعرف زنكي بذلك، فأشار على الراشد أن يرحل صحبته.
وفي رابع عشر ذي القعدة ركب الخليفة ليلا وسار، وزنكي قائم ينتظره، فدخل دار برتقش.
ولم ينم الناس، وأصبحوا على خوف شديد.
وخرج أبو الكرم الوالي يطلب الخليفة فأسر وحمل إلى مسعود، فأطلقه وأكرمه، وسلم إليه بغداد.
ورحل الراشد يومئذ ولم يصحبه شيء من آلة السفر، لأنه لما بات في دار برتقش أصبحوا،) ودخل خواصه يصلحون له آلة السفر، فرحل على غفلة.
4 (دخول مسعود بغداد)) ودخل مسعود بغداد، ونهب دواب الجند، وجاء صافي الخادم فقال: لم يفعل الخليفة صوابا بذهابه، والسلطان له على نية صالحة.
وسكن الناس.
وأظهروا العدل، واجتمع القضاة والكبار عند السلطان مسعود، وقدحوا في الراشد، وبالغ في ذلك الوزير علي بن طراد.
وقيل: بل أخرج السلطان خط الراشد: إني متى جندت أو خرجت انعزلت.
فشهد العدول أن هذا خط الخليفة.
والقول الأول أظهر.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»