تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ٣٩٩
فقال يوسف: اقعد، لا أمتعكما الله بشبابكما.
فسمعت جماعة أنهما ماتا ولم يتكهلا.
سمعت السيد إسماعيل بن أبي القاسم بن عوض العلوي يقول: سمعت الإمام يوسف بن أيوب يقول للشيخ لؤلؤ الحي، وكان من أصحابه قديما، ثم عرج عليه، ووقع فيه، ورماه بأشياء: هذا الرجل يقتل، وسترون ذلك.
وكان كما جرى على لسانه، قتل قريبا من سرخس بعد وفاة يوسف.
وقال أبو المظفر السمعاني: ما قدم علينا من العراق مثل يوسف الهمذاني.
وقد تكلم معه بمرو في مسألة البيع الفاسد، فجرى بينهما تسعة عشر نوبة، يعني بالنوبة المجلس في هذه المسألة.
قال أبو سعد السمعاني: سمعت الإمام يوسف رحمه الله يقول: خلوت نوبا عدة، كل مرة أكثر) من خمس سنين أو أقل، وما كان يخرج حب المناظرة والاشتغال بالخلاف والمذاكرة من قلبي، وصرت إلى ما كنت أشتهي، فإن المناظرة كانت تقطع علي الطريق.
سمعت أبا نصر عبد الواحد بن محمد الكرجي الزاهد يقول: سألت الشيخ أبا الحسين المقدسي: هل رأيت أحدا من أولياء الله قال: رأيت في سياحتي عجميا بمرو يعظ، ويدعو الخلق إلى الله تعالى يقال له يوسف.
قال أبو نصر: أراد بذلك الإمام يوسف بن أيوب الهمذاني.
وأبو الحسين المقدسي كبير القدر، مشهور.
قال أبو سعد: لما عزمت إلى الرحلة، دخلت على يوسف رحمه الله مودعا، فصوب عزمي وقال: أوصيك، لا تدخل على السلاطين، وأبصر ما تأكل لا يكون حراما.
توفي في ربيع الأول، وكان مولده تقديرا سنة أربعين أو إحدى وأربعين.
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»