تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ١٤١
الأذان حي على خير العمل وغير قواعد الباطنية، فأبغضه الأمراء والدعاة.
وأمر الخطباء بأن يخطبوا له بهذه الألقاب التي نص لهم عليها، وهي: السيد الأفضل الأجل، سيد ممالك أرباب الدولة، المحامي عن حوزة الدين، ناشر جناح العدل على المسلمين، ناصر إمام الحق في غيبته وحضوره والقائم بنصرته بماضي سيفه وصائب رأيه وتدبيره، أمين الله على عباده، وهادي القضاة إلى اتباع شرع الحق واعتماده، ومرشد دعاة المؤمنين بواضح بيانه وإرشاده، مولى النعم، ورافع الجور عن الأمم، ومالك فضيلتي السيف والقلم، أبو علي ابن السيد الأجل الأفضل، شاهنشاه أمير الجيوش.
فكرهوه وصمموا على قتله، فخرج في العشرين من المحرم للعب بالكرة فكمن له جماعة، وحمل عليه مملوك إفرنجي للحافظ، فطعنه فقتله، وقطعوا رأسه، وأخرجوا الحافظ وبايعوه.
ونهب دار أبي علي، وركب الحافظ إلى الدار فاستولى على خزائنه، واستوزر مملوكه أبا الفتح يأنس الحافظي، ولقبه أمير الجيوش، فظهر شيطانا ماكرا بعيد الغور، حتى خاف منه الحافظ، فتحيل عليه بكل ممكن، وعجز حتى واطأ فراشه بأن جعل له في الطهارة ماء مسموما، فاستنجى به، فعمل على سفله ودود، فكان يعالج بأن يلصق عليه اللحم الطري، فيتعلق به الدود، فترجع للعافية، وأتاه الحافظ عائدا، فقام له، وجلس الحافظ عنده لحظة وانصرف، فمات من ليلته في السادس والعشرين من ذي الحجة من السنة، وكانت وزارته إحدى عشر شهرا.
واستوزر الحافظ ولده ولي عصره الحسن الذي قتل سنة تسع وعشرين.
4 (أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد.))
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»