تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٧
4 (ترجمة صدقة بن منصور)) وكان صدقة كثير المحاسن بالجملة، محببا إلى الرعية، لم يتزوج على امرأته، ولا تسرى عليها. وكان عنده ألوف مجلدات من الكتب النفيسة. وكان متواضعا محتملا، كثير العطاء.
4 (سفر فخر الملك ابن عمار إلى بغداد)) وأما طرابلس، فلما طال حصارها، وقلت أقواتها، وعظمت بليتها ولا حول ولا قوة إلا بالله، من الله عليهم سنة خمسمائة بميرة جاءتهم من البحر، فتقووا شيئا. واستناب فخر الملك أبو علي بن عمار على البلدان ابن عمه، وسلف المقاتلة رزق ستة أشهر. وسار منها إلى دمشق ليمضي إلى بغداد فأظهر ابن عمه العصيان، ونادى بشعار المصريين، فبعث فخر الملك إلى أصحابه، فأمرهم بالقبض عليه، ففعلوا به ذلك. واستصحب فخر الملك معه تحفا ونفائس وجواهر وحلى غريبة، فاحترمه أمير دمشق وأكرمه، ثم سار إلى بغداد، فدخلها في رمضان قاصدا باب السلطان، مستنفرا على الفرنج، فبالغ السلطان محمد في احترامه. وكان يوم دخوله مشهودا.
ورتب له الخليفة الرواتب العظيمة. ثم قدم للسلطان التقادم، وحادثه السلطان في أمر قتال الفرنج، فطلب النجدة، وضمن الإقامة بكفاية العساكر، فأجابه السلطان. وقدم للخليفة أيضا، وحضر دار الخلافة وخلع عليه. وجرد السلطان معه عسكرا لم يغن شيئا.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»