تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٢ - الصفحة ٣١٣
قلت: هذا من فرط المبالغة من السمعاني.
ثم قال: سمعت أبا المعالي محمد بن نصر الخطيب يقول ذلك، وكان من أصحاب الشريف.
وسمعت أبا المعالي يقول: إن الشريف عمل بستانا عظيما، فطلب ملك سمرقند وما وراء النهر الخضر خاقان أن يحضر البستان، فقال الشريف السيد لحاجب الملك: لا سبيل إلى ذلك. فالح) عليه، فقال: لكن لا أحضر، ولا أهييء آلة الفسق والفساد لكم، ولا أفعل ما يعاقبن الله عليه في الآخرة.
فغضب الملك، وأراد أن يمسكه، فاختفى عن وكيل له نحو شهرين، ونودي عليه في البلد، فلم يظفروا به. ثم أظهروا الندم على ما فعلوه، فألح عليه أهله حتى ظهر، وجلس على ما كان مدة.
ثم إن الملك نفذ إليه يطلبه ليشاوره في أمر، فلما استقر عنده أخذه وسجنه، واخذ جميع ما يملكه من الأموال والجواهر والضياع، فصبر وحمد اله، وقال: من يكون من أهل بيت رسول اله صلى الله عليه وسلم لا بد وأن يبتلى. وأنا قد ربيت في النعمة، وكنت أخاف لا يكون وقع خلل في نسبي، فلما وقع هذا فرحت، وعلمت أن نسبي متصل.
قال لنا أبو المعالي: فسمعنا أنهم منعوه من الطعام حتى مات جوعا. ثم أخرج من القلعة ودفن.
وهو من ولد علي بن زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه.
قال السمعاني: قال أبو العباس الجوهري: رأيت السيد المرتضى أبا المعالي بعد موته وهو في الجنة، وبين يديه مائدة من طعام، وقيل له: ألا تأكل؟
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 » »»