تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٢ - الصفحة ٢٥
المعتمد. وكان من أعيان ملوك الفرنج يقال له البرهنس، معه كتاب كتبه رجل من فقهاء طليطلة تنصر ويعرف بابن الخياط، فكان إذا عير قال: إنك لا تهدي من أحببت والكتاب: من الانبراطور ذي الملتين الملك أدفونش بن شانجة، إلى المعتمد بالله، سدد الله آراءه، وبصره مقاصد الرشاد. قد أبصرت تزلزل أقطار طليطلة، وحصارها في سالف هذه السنين، فأسلمتم إخوانكم، وعطلتم بالدعة زمانكم، والحذر من أيقظ باله قبل الوقوع في الحبالة. ولولا عهد سلف بيننا نحفظ ذمامه نهض العزم، ولكن الإنذار يقطع الأعذار، ولا يعجل إلا من يخاف الفوت فيما يرومه، وقد حملنا الرسالة إليك السيد البرهانس، وعنده من التسديد الذي يلقى به أمثالك، والعقل الذي يدبر به بلادك ورجالك، ما أوجب استنابته فيما يدق ويجل.
فلما قدم الرسول أحضر المعتمد الأكابر، وقريء الكتاب، فبكى أبو عبد الله بن عبد البر وقال: قد أبصرنا ببصائرنا أن مآل هذه الأموال إلى هذا، وأن مسالمة العين قوة بلاده، فلو تضافرنا لم) نصبح في التلاف تحت ذل الخلاف، وما بقي إلا الرجوع إلى الله والجهاد.
وأما ابن زيدون وابن لبون فقالا: الرأي مهادنته ومسالمته. فجنح المعتمد إلى الحرب، وإلى استمداد ملك البربر، فقال جماعة: نخاف عليك من استمداده. فقال: رعي الجمال خير من رعي الخنازير.
4 (جواب المعتمد بن عباد إلى الأدفونش)) ثم أخذ وكتب جواب أدفونش بخطه، ونصه:
* الذل تأباه الكرام وديننا * لك ما ندين به من البأساء * * سمناك سلما ما أردت وبعد ذا * نغزوك في الإصباح والإمساء * * الله أعلى من صليبك فادرع * لكتيبة خطبتك في الهيجاء * * سوداء غابت شمسها في غيمها * فجرت مدامعها بفيض دماء *
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»