تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٢٢٨
عليه إلمامكم. ويا أرباب المنابر، أعظم الله أجوركم، فقد مضى سيدكم وإمامكم.
وقال الكتاني: ما رأيت شيخا في معنى أبي عثمان الصابوني زهدا وعلما كان يحفظ من كل فن لا يقعد به شيء، وكان يحفظ التفسير من كتب كثيرة، وكان من حفاظ الحديث.
قلت: ولأبي عثمان مصنف في السنة واعتقاد السلف، أفصح فيه بالحق، فرحمه الله ورضي عنه.
وقال الحافظ ابن عساكر: سمعت معمر بن الفاخر: سمعت عبد الرشيد بن ناصر الواعظ بمكة: سمعت إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي يقول: سمعت أبا المعالي الجويني قال: كنت بمكة أتردد في المذاهب، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عليك باعتقاد ابن الصابوني.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: حكى المقرئ الصالح محمد بن عبد الحميد الأبيوردي عن الإمام أبي المعالي الجويني أنه رأى في المنام كأنه قيل له: عد عقائد أهل الحق. قال: فكنت أذكرها إذ سمعت نداء كان مفهومي منه أني أسمعه من الحق تبارك وتعالى يقول: ألم تقل إن ابن الصابوني رجل مسلم قال عبد الغافر: ومن أحسن ما قيل فيه أبيات الإمام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداوودي:
* أودى الإمام الحبر إسماعيل * لهفي عليه ليس منه بديل * * بكت السماء والأرض يوم وفاته * وبكى عليه الوحي التنزيل *
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»