تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٧
والعامة.
وكان عنده المرتضى، والزينبي، والماوردي، فاستشارهم في العبور إلى الكرخ كما فعل تلك لامرة، فقالوا: ليس الأمر كما كان، وأحداث الموضع قد ذهبوا. وحول الغلمان خيامهم إلى حول الدار وأحاطوا بها.
وبات الناس على أصعب خطة، فخرج الملك في نصف الليل إلى زقاق غامض، فنزل إلى دجلة، وركب سميرية فيها بعض حاشيته، ومضى إلى دار المرتضى، وبعث حرمه إلى دار الخلافة. ونهب الأجناد دار الملك حتى الأبواب وساجها. وراسلوا الخليفة أن تقطع خطبة جلال الدولة، فقيل لهم: سننظر. وخرج الملك إلى أوانا، ثم إلى كرخ سامراء. ثم خرجوا إليه واعتذروا ومشي الحال.
4 (الظلمة في بغداد)) وفي جمادى الآخرة وردت ظلمة طبقت البلد، حتى كان الرجل لا يرى صاحبه، وأخذت بالأنفاس حتى لو تأخر انكشافها لهلكوا 4 (انقضاض كوكب)) وفي رجب ضحوة نهار انقض كوكب غلب ضوؤه ضوء الشمس، وشوهد في آخره شيء مثل التنين بلون الدخان. وبقي نحو ساعة. فسبحان الله العظيم ما أكثر البلاء بالمشرق.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»