تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ٢٢
يخرجن عشرين عشرين من بيوتهن، ممسكات بعضهن بعضا، يصحن: الجوع الجوع. وتسقط الواحدة منهن بعد الأخرى ميتة من الجوع. فإنا لله و إنا إليه راجعون. قيام أبي الحسين البريدي مكان أخيه: وكان أبو عبد الله البريدي قد استولى على الأهواز والبصرة.
ووزر للمتقي كما ذكرنا. وكان قد قتل أخاه لكونه يذكر عيوبه، فلم يمتع بعده، وأخذته الحمى أسبوعا، فهلك في اليوم الثامن من شوال. وقام أخوه أبو الحسين البريدي مقامه. وكان يأنس مقدم جيوشه يبغض أبا الحسين. النزاع بين البريدي وأخيه: ثم إن أبا الحسين أساء العشرة على الترك والديلم، وحط من أقدارهم، فشكوه إلى يأنس، فقال لأبي القاسم ولد أبي عبد الله: إن كان عندك مال عقدت لك الرئاسة على عمك. فقال: هذه ثلاثمائة ألف دينار. فأخذها يأنس، فأصلح بها قلوب الجند، وعقد لأبي القاسم. فهرب أبو الحسين ليلا ماشيا متنكرا إلى هجر، فاستجار بالقرامطة، فأجاروه، وبعثوا معه جيشا إلى البصرة فنازلوها حتى ضجروا. ثم أصلحوا بينه وبين ابن أخيه، ثم مضى إلى بغداد. قتل يأنس: ثم إن يأنس طمع في الملك، فوطأ الديلم على قتل أبي القاسم. وعلم أبو القاسم فاحتال حتى قبض على يأنس، وأخذ منه مائة ألف دينار وقتله، واستقام له الدست.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»