تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٤ - الصفحة ٥٠
واتفق معهم أن ابن مقلة ينحدر سرا إلى الراضي ويقيم عنده، فركب من داره، وعليه طيلسان، في رمضان في الليل. فلما وصل إلى دار الخليفة لم يمكن، وعدل به إلى حجرة فحبس بها.
وبعث الراضي إلى ابن رائق فأخبره. فتردد الرسل بينهما أسبوعين، ثم أظهر الخليفة أمره، واستفتى القضاة في أمره، وأفشى ما أشار به ابن مقلة من مجيء بجكم وقبض ابن رائق.
فيقال إن القضاة، أفتوا بقطع يده، ولم يصح.
ثم أخرجه الراضي إلى الدهليز، فقطعت يده بحضرة الأمراء.
4 (رواية ابن سنان عن ابن مقلة)) قال ثابت بن سنان: فاستدعاني الراضي وأمرني بالدخول عليه وعلاجه، فدخلت، فإذا به جالس يبكي، ولونه مثل الرصاص، فشكا ضربان ساعده. فطلبت كافورا، وطليت به ساعده فسكن. وكنت أتردد عليه، فعرضت له علة النقرس في رجله.
ثم لما قرب بجكم من بغداد قطع ابن رائق لسان ابن مقلة، وبقي في الحبس مدة، ثم لحقه ذرب وشقي إلى أن مات بدار الخلافة.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»