تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٤ - الصفحة ١١٥
وقال أبو نعيم: توفي سنة اثنتين وعشرين. محمد بن علي.
أبو جعفر بن أبي العزاقر الشلمغاني الزنديق.
أحدث مذهبا في الرفض ببغداد، ثم قال بالتناسخ وحلول الألوهية، ومخرق على الناس فضل به جماعة، وأظهر أمره أبو القاسم الحسين بن روح الذي تسميه الرافضة: الباب، تعني به أحد الأبواب إلى صاحب الزمان. فطلب الشلمغاني فاختفى وهرب إلى الموصل فأقام سنين، ثم رد) إلى بغداد. وظهر عنه أنه يدعي الربوبية.
وقيل: إن الوزير الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن وهب وزير المقتدر، وابني بسطام، وإبراهيم بن أحمد بن أبي عون، وغيرهم اتبعوه، وطلبوا فتغيبوا، وذلك في أيام وزارة ابن مقلة للمقتدر. فلما كان في شوال سنة اثنتين وعشرين ظهر الشلمغاني فقبض عليه ابن مقلة وسجنه وكبس داره فوجد فيها رقعا وكتبا مما يدعى عليه وفيها يخاطبونه بما لا يخاطب به البشر. وعرضت على الشلمغاني، فأقر أنها خطوطهم، وأنكر مذهبه، وتبرأ مما يقال فيه.
وأصر على الإنكار بعض أتباعه. ومد ابن عبدوس يده فصفعه. وأما ابن أبي عون فمد يده إلى لحيته ورأسه وارتعدت يده وقبل لحية الشلمغاني ورأ سه وقال: إلهي وسيدي ورازقي.
فقال له الخليفة الراضي بالله، وكان ذلك بحضرته: قد زعمت أنك لا تدعي الإلهية، فما هذا؟
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»