تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٥٧٦
وقال أبو علي النيسابوري: لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه، والفهم عندنا أجل من الحفظ. وهو فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ.) وسئل الجعابي: أكان ابن صاعد يحفظ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد يحفظ، كان يدري.
وقال البرقاني: قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري: كنت عند ابن صاعد، فجاءته امرأة فقالت: ما تقول في بئر سقطت فيها دجاجة فماتت، هل الماء الطاهر أو نجس فقال: ويحك، وكيف وقعت ألا غطيتيه.
فقلت: يا هذه إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر.
قال أبو بكر الخطيب. قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم، وله تصانيف في السنن والأحكام.
ولعله لم يجب المرأة ورعا. فإن المسألة فيها خلاف.
وتوفي في ذي القعدة.
قلت: وله كلام متين في الجرح والتعديل والعلل، يدل على تبحره وسعة علمه. وحديثه عند ابن اللتي في غاية العلو.
وقد أنبأنا المسلم بن محمد، عن القاسم بن علي: أنا أبي، أنا علي بن أحمد، أنا ابن الأبنوسي، أنا عيسى ابن الوزير: ابنا البغوي: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد رجل من أصحابنا ثقة، ثنا الحسن بن مدرك: ثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن قال: دخلت على أسير، رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قال رسول
(٥٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 581 ... » »»