تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٣٨
فإن مات وإلا يقطع يديه ورجليه.
فلما كان يوم الثلاثاء لست بقين من ذي القعدة أحضر الحلاج مقيدا إلى باب الطاق وهو يتبختر بقيده ويقول:
* حبيبي غير منسوب * إلى شيء من الحيف * * سقاني مثل ما يشرب * فعل الضيف بالضيف * * فلما دارت الكاس * دعا بالنطع والسيف * * كذا من يشرب الراح * مع النين في الصيف * فضرب ألف سوط، ثم قطعت يده ورجله، ثم حز رأسه وأحرقت جثته.
وذكر أن حوقل قال: ظهر من إقليم فارس الحسين بن منصور الحلاج، زعم أنه من هذب في الطاعة جسمه، وشغل بالأعمال الصالحة قلبه، وصبر على مفارقة اللذات، ومنع نفسه عن الشهوات يترقى في درج المصافاة حتى يصفوا عن البشرية طبعه، فإذا صفى حل فيه روح الله الذي كان منه إلى عيسى بن مريم عليه السلام، فيصير مطاعا، يقول للشيء: كن فيكون فكان الحلاج يتعاطى ذلك، ويدعو إلى نفسه، حتى استمال جماعة من الوزراء والأمراء وملوك الجزيرة والجبال والعامة.
وقال أبو الفرج بن الجوزي: قد جمعت كتابا سميته القاطع لمحال اللجاج بحال الحلاج، وقال: قد كان هذا الرجل يتكلم بكلام الصوفية فتندر له
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»