تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ١٦٧
وعلي بن عبد الملك بن دهثم الطرسوسي نزيل دمشق، ومحمد بن سعد الأصطخري ببغداد، وأحمد بن الحسين العكبري، وإبراهيم بن محمد الأبيوردي نزيل مكة شيخ أبي عمر الطلمنكي، وسهل بن أحمد الديباجي، وأحمد بن محمد بن) العباس البصري، وخلق سواهم.
قال علي بن أحمد بن أبي خليفة فيما رواه عنه أبو الحسين بن المحاملي قال: سمعت أبي يقول: حضرنا يوما عند خليل أمير البصرة، فجرى بينه وبين أبي خليفة كلام، فقال له: من أنت أيها المتكلم.
فقال: أيها الأمير ما مثلك من جهل مثلي، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، أفعل يخفى القمر فاعتذر إليه وقضى حاجته. ولما خرج سألوه فقال: ما كان إلا خيرا، أحضرني مأدبته، فأبط، وأدج، وأخرج، وفولج، ولوذج، ثم أتاني بالشراب، فقلت: معاذ الله. فعاهدني أن آتي مأدبته كل يوم. فكان إنسان يأتي كل يوم، فيحمله إلى دار الأمير.
وقال أبو نعيم عبد الملك بن الحسن ابن أخت أبي عوانة: سمعت أبي يقول لأبي لأبي علي الحافظ النيسابوري: دخلت أنا وأبو عوانة البصرة، فقيل: أبا خليفة قد هجر، ويدعى عليه أنه قال: القرآن مخلوق.
فقال لي أبو عوانة: يا بني، لا بد أن ندخل عليه.
قال: فقال له أبو عوانة، ما تقول في القرآن فاحمر وجهه وسكت، ثم قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر.
أستغفر الله، وأنا تائب إلى الله من كل ذنب إلا الكذب، فإني لم أكذب قط.
قال: فقام أبو علي إلى أبي فقبل رأسه، فقال أبي: قام أبو عوانة إليه فقبل كتفه.
توفي في ربيع الآخر أو جمادى الأولى عن مائة سنة إلا أشهرا.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»