تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ١٧
وجاء الخبر إلى بغداد، فعظم ذلك على المكتفي والمسلمين، ووقع النوح والبكاء، وانتدب جيش لقتالهم، فساروا، وسار زكرويه لعنه الله إلى زبالة فنزلها، وكانت قد تأخرت القافلة الثالثة، وهي معظم الحجاج، فسار زكرويه ينتظرها، وكان في القافلة أعيان أصحاب السلطان، ومعهم الخزائن والأموال، وشمسة الخليفة، فوصلوا إلى فيد، وبلغهم الخبر، فأقاموا ينتظرون عسكر السلطان، فلم يرد إليهم أحد، فساروا، فوافاهم الملعون بالهبير، وقاتلهم يوما إلى الليل، ثم عاودهم الحرب في اليوم الثاني، فعطشوا واستسلموا، فوضع فيهم السيف، فلم يفلت منهم إلا اليسير، وأخذ الحريم والأموال.
4 (الحرب بين وصيف والقرمطي)) فندب المكتفي لقتاله وصيف بن صوارتكين ومعه الجيوش، فكتب إلى بني شيبان أن يوافوه، فجاءوا في ألفين ومائتي فارس، فلقيه وصيف يوم السبت رابع ربيع الأول، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، وأصبحوا على القتال، فنصر الله تعالى وصيفا، وقتل عامة أصحاب زكرويه فضربه الرجل والنساء وخلصوا النساء والأموال وخلص بعض الجند إلى زكرويه، وهو مولي، على قفاه. ثم أسروه، وأسروا خليفته وخواصه وأقرباءه، وابنه، وكاتبه، وامرأته.
وعاش زكرويه خمسة أيام، ومات في الضربة. فشقوا بطنه، وحمل إلى بغداد، فقتل الأسارى وأحرقوا.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»