تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٢٢
خلقا عظيما، وسبى خلقا، حتى قيل إن المقتلة بلغت ثلاثين ألفا، وسار إلي تفليس.
4 (المتوكل يأمر بحلق لحية قاضي القضاة في مصر)) وفيها بعث المتوكل إلي نائب مصر أن يحلق لحية قاضي القضاة بمصر أبي بكر محمد بن أبي الليث، وأن يضربه، ويطوف به على حمار. ففعل ذلك به في شهر رمضان، وسجن، فإنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم لاتأجره في مصيبته، فإنه كان ظالما من رؤوس الجهمية.
4 (ولاية الحارث بن مسكين القضاء)) ثم ولي القضاء الحارث بن مسكين بعد تمنع، وأمر بإخراج أصحاب أبي حنيفة الشافعي من المسجد، ورفعت حصرهم، ومنع عامة المؤذنين من الآذان. وكان قد أقعد، فكان يحمل في محفة إلى الجامع، وكان يركب حمارا متربعا. وضرب الذين يقرأون بالألحان. وحمله أصحابه على النظر في أمر القاضي الذي قتله محمد بن أبي الليث، وكانوا قد لعنوه لما عزل، ورفعوا حصره، وغسلوا موضعه من المسجد. فكان الحارث بن مسكين يوقف القاضي محمد بن أبي الليث، ويضرب كل عشرين يوما سوطا، لكي يؤدي ما وجب عليه من الأموال. وبقي هذا) أياما. وعزل الحارث بعد ثمان سنين ببكار بن قتيبة.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»