تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٤٦٠
* حسبك مما تبتغيه القوت * ما أكثر القوت لمن يموت * وله فيما أنشدنا أبو علي بن الخلال: أنا ابن المقير، أخبرتنا شهدة: أنا النعالي، أنا محمد بن عبيد الله، ثنا عثمان بن السماك، ثنا إسحاق الختلي: حدثني سليمان بن أبي شيخ: أنشدني أبو العتاهية:
* ننافس في الدنيا ونحن نعبيها * لقد حذرتناها لعمري خطوبها * * وما نحسب الساعات تقطع مدة * على أنها فينا سريع دبيبها * * كأني برهطي يحملون جنازتي * إلى حفرة يحثى علي كثيبها * * وداعية حرى تنادي وإنني * لفي غفلة عن صوتها لا أجيبها * * وإني لممن يكره الموت والبلى * ويعجبه ريح الحياة وطيبها * * أيا هادم اللذات ما منك مهرب * تحاذر منك النفس ما سيصيبها * * رأيت المنايا قسمت بين أنفس * ونفسي سيأتي بعدهن نصيبها * ومن شعره:
* لدوا للموت وابنوا للخراب * فكلكم يصير إلى ذهاب * * لمن نبني ونحن إلى تراب * نصير كما خلقنا من تراب * * ألا يا موت لم أر منك بدا * أتيت فما تحيف ولا تحابي) * (كأنك قد هجمت على مشيبي * كما هجم المشيب على شبابي * * ويا دنياي ما لي لا أراني * أسد بمنزل إلا نبا بي * * وما لي لا ألح عليك إلا * بعثت الهم من كل باب * * أراك وإن ظلمت بكل لون * كحلم النوم أو لمع السراب * * وهذا الخلق منك على وقار * وأرجلهم جميعا في الركاب * * تقلدت العظام من الخطايا * كأنك قد أمنت من العقاب * * فمهما دمت في الدنيا حريصا * فإنك لا توفق للصواب * * سأسأل عن أمور كنت فيها * فما عذري هناك وما جوابي *
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 » »»