تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢٥
وقيل إن جعفر بنى دارا أنفق عليها عشرين ألف ألف درهم فأسرف.
وعن موسى بن يحيى بن خالد قال: اعتمر أبي في العام الذي نكب فيه وأنا معه، فتعلق بأستار الكعبة وجعل يقول: اللهم ذنوبي عظيمة لا يحصها غيرك، إن كنت معاقبي فاجعل عقوبتي في) الدنيا، وإن أحاط ذلك بسمعي وبصري ومالي وولدي حتى أبلغ رضاك، ولا تجعل عقوبتي في الآخرة.
وكان موسى هذا أحد الأبطال الموصوفين.
وقيل: إن علي بن عيسى بن ماهان قدح فيه عند الرشيد وأعلمه طاعة أهل خراسان له ومحبتهم إياه، وأنه يكاتبهم ويعمل على الذهاب إليهم، فاستوحش الرشيد منه.
ثم ركب موسى دين فاستتر من الغرماء، فتوهم الرشيد أنه سار إلى خراسان، ثم ظهر فحبسه، فكان ذلك أول نكبتهم. فأتت زوجة يحيى بن خالد إلى الرشيد ولاطفته، فقال: يضمنه أبوه.
فضمنه يحيى.
وكان الرشيد قد غضب على الفضل بن يحيى لتركه الشرب معه. وكان الفضل يقول: لو علمت أن شرب الماء ينقص من مروءتي ما شربته، وكان مشغوفا بالسماع.
وأما جعفر فكان ينادم الرشيد، وأبوه يأمره بالإقلال من ذلك فيخالفه. وقد كان يحيى قال: يا أمير المؤمنين، أنا والله أكره مداخلة جعفر
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»