تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١٩٦
بعمر بن عبد العزيز.
حماد بن سلمة، عن حماد، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف بكى، فقال: يا أبا فلان أتخشى علي قال: كيف حبك للدرهم قال: لا أحبه، قال: لا تخف فإن الله سيعينك.
جرير، عن مغيرة، قال: جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له فدك ينفق منها، ويعود منها على صغير بنيهم، ويزوج منها أيمهم، وإن فاطمة رضي الله عنها سألته أن يجعلها لها، فأبى، فكانت كذلك حياة أبي بكر ثم عمر، قال: ثم أقطعها مروان، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، فرأيت أمرا منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، ليس لي بحق، وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله بن صالح: حدثني الليث قال: فلما ولي عمر بن عبد العزيز بدأ بلحمته، وأهل بيته، فأخذ ما بأيديهم، وسمى أموالهم مظالم، ففرغت بنو أمية إلى عمته فاطمة بنت مروان، فأتته ليلا، فأنزلها عن دابتها، فلما أخذت مجلسها قالت: يا عمة أنت أولى بالكلام فتكلمي، قالت: تكلم يا أمير المؤمنين، قال: إن الله بعث نبيه رحمة، ثم اختار له ما عنده، فقبضه الله، وترك لهم نهرا شربهم سواء، ثم قام أبو بكر، فترك النهر على حاله، ثم ولي عمر فعمل عمل صاحبه، ثم لم يزل النهر يشق منه يزيد، ومروان، وعبد الملك، والوليد، وسليمان، حتى أفضى الأمر إلي، وقد يبس النهر الأعظم، ولن يروى أصحاب النهر الأعظم حتى يعود النهر إلى ما كان عليه،
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»