تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١٢٦
كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي. رواه محمد بن فضل عنه. وقال ابن عيينة: ثنا ابن شبرمة، سمعت الشعبي يقول: ما سمعت منذ) عشرين سنة رجلا يحدث بحديث إلا وأنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما.
وقال نوح بن قيس الطامي، عن يونس بن مسلم، عن وادع الراسبي، عن الشعبي قال: ما أروي شيئا أقل من الشعر، ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد. رواه عبيد الله القواريري، عن نوح أيضا، لكنه قال: عن يونس، ووادع، كلاهما عن الشعبي، قال أبو أمامة: كان عمر في زمانه، وكان بعده ابن عباس، وكان بعده الشعبي، وكان بعده الثوري في زمانه. قال محمود ابن غيلان: وكان بعد الثوري يحيى بن آدم. وقال شريك، عن عبد الملك بن عمير قال: مر ابن عباس بالشعبي وهو يقرأ المغازي، فقال: كأنه كان شاهدا معنا، ولهو أحفظ لها مني وأعلم.
وقال أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين قال: ما رأيت أفقه من الشعبي. قلت: ولا شريح، قال: تريد أن تكذبني. وقال أشعث بن سوار، عن ابن سيرين، قال: قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة، والصحابة يومئذ كثير، وروى سليمان التيمي، عن أبي مجلز قال: ما رأيت فقيها أفقه من الشعبي. وقال مكحول: ما رأيت أعلم بسنة ماضية من الشعبي. وقال عاصم الأحول: ما رأيت أحدا أعلم من الشعبي. وقال داود بن أبي هند:
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»