تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١٢٠
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنبئت عن اللبان، أنبأ أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق، ثنا عبد الرزاق، عن النعمان بن الزبير الصنعاني أن محمد بن يوسف، أو أيوب بن يحيى بعث إلى طاوس بخمسمائة دينار، وقيل للرسول: إن أخذها منك فإن الأمير سيحسن إليك، فقدم بها على طاوس الجند، فأراده على أخذها فأبى، فغفل طاوس، فرمى بها الرجل في كوة البيت، ثم ذهب، وقال: أخذها، ثم بلغهم عن طاوس شيء يكرهونه، فقال: ابعثوا إليه، فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول فقال: المال الذي بعث به الأمير، قال: ما قبضت منه شيئا، فرجع الرسول، وعرفوا أنه) صادق، فبعثوا إليه الرجل الأول، فقال له: المال الذي جئتك به، قال: هل قبضت منك شيئا قال: لا. قال: فانظر حيث وضعته، فمد يده، فإذا بالصرة قد نبت عليها العنكبوت، فأخذها.
روى عبد الرزاق، عن أبيه قال توفي طاوس بمزدلفة، أو بمنى، فلما حمل أخذ عبد الله ابن الحسن بقائمة السرير، فما زايله حتى بلغ القبر.
قال عبد الله بن شوذب: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة. وقال الواقدي، والهيثم بن عدي، ويحيى القطان وآخرون: توفي سنة ست ومائة، وقيل: سنة بضع عشرة، وهو غلط.
وقيل: توفي يوم التروية من ذي الحجة، وصلى عليه الخليفة هشام، ثم بعد أيام صلى هشام بالمدينة على سالم بن عبد الله، وأخباره مستوفاة في التهذيب.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»