تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٠٢
الحسين، فقعد في الطريق، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه، فقال الحسين: يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا فقال: فوالله لو يعلم الناس مثل ما أعلم لحملوك على رقابهم.
وقال الإمام أحمد في مسنده: ثنا محمد بن عبيد، ثنا شرحبيل بن مدرك، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه أنه سار مع علي، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو سائر إلى صفين فنادى: اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وما ذاك قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان فقال: قام من عندي جبريل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات وقال: هل لك أن أشمك من تربته قلت: نعم. فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. وروى نحوه ابن سعد، عن المدائني، عن يحيى بن زكريا، عن رجل، عن الشعبي أن عليا قال وهو بشط الفرات: صبرا أبا عبد الله، وذكر الحديث.
وقال عمارة بن زاذان: ثنا ثابت، عن أنس قال: استأذن ملك القطر على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أم سلمة فقال: يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين فاقتحم الباب ودخل، فجعل يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يلثمه، فقال الملك: أتحبه قال: نعم، قال: فإن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، قال: نعم فجاءه بسهلة أو تراب أحمر.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»