تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٤١٠
ويغتسل ثلاث مرات، وأن امرأته قالت بعد موته: رحمك الله، لقد كنت ترضي ربك وترضي أهلك.
وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة قال: اختصم إلى سليم بن عتر في ميراث، فقضى بين الورثة، ثم تناكروا فعادوا إليه، فقضى بينهم، وكتب كتابا بقضائه، وأشهد فيه شيوخ الجند، فكان أول من سجل لقضائه.
وقال ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، أن سليم بن عتر كان يقرأ القرآن كل ليلة ثلاث مرات.
وقال ضمام بن إسماعيل، عن الحسن بن ثوبان، عن سليم بن عتر قال: لما قفلت من البحر تعبدت في غار بالإسكندرية سبعة أيام، ما أكلت ولا شربت ولولا أني خشيت أن أضعف لزدت.
وقال ابن بكير: ثنا ابن لهيعة، حدثني أبو قبيل قال: لما استخلف يزيد كره عبد الله بن عمرو بيعته، وكان مسلمة بن مخلد بالإسكندرية، فبعث إليه مسلمة كريب بن أبرهة، وعابس بن سعيد، ومعهما سليم بن عتر، وهو يومئذ قاص أهل الشام وقاضيهم، فوعظوا عبد الله في بيعة يزيد، فقال: والله لأنا أعلم بأمر يزيد منكم، وأنا لأول الناس أخبر به معاوية أنه سيستخلف، ولكني أردت أن يلي هو بيعتي. وقال الكريب أتدري ما مثلك يا كريب كقصر في صحراء غشيه الناس، قد أصابهم الحر، فدخلوا يستظلون فيه، فإذا هو ملآن من مجالس الناس وإن صوتك في العرب كريب بن أبرهة، وليس عندك شيء. وأما أنت يا عابس، فبعت آخرتك) بدنياك. وأما أنت يا سليم كنت قاصا، فكان معك ملكان يعينانك ويذكرانك، ثم صرت قاضيا ومعك شيطانان يزيغانك ويفتنانك.
قال ابن يونس: توفي بدمياط سنة خمس وسبعين.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»