تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٢١١
* ربعا لواضحة الجبين به في عزة * كالشمس إذ طلعت رخيم المنطق * * قد كنت أعهدها به في عزة * والعيش صاف والعدي لم تنطق * * حتى إذا هتفوا وأذن فيهم * داعي الشتات برحلة وتفرق * * خلت الديار فزرتها فكأنني * ذو حية من سمها لم يفرق * وهو القائل:
* وكل ملمات الزمان وجدتها * سوى فرقة الأحباب هينة الخطب * ومن شعره:
* ولو أنني أسطيع صبرا وسلوة * تناسيت لبنى غيرما مضمر حقدا * * ولكن قلبي قد تقسمه الهوى * شتاتا فما ألفي صبورا ولا جلدا * * سل الليل عني كيف أرعى نجومه * وكيف أقاسي الهم مستخليا فردا * * كأن هبوب الريح من نحو أرضكم * تثير قناة المسك والعنبر الندا * وعن أبي عمرو الشيباني قال: خرج قيس بن ذريح إلى معاوية فامتدحه، فأدناه وأمر له بخمسة آلاف درهم ومائتي وقال: كيف وجدك بلبنى قال: أشد وجد، قال: فترضى زواجها قال: ما لي في ذلك من حاجة قال: فما حاجتك قال: تأذن لي في الإلمام بها، وتكتب إلى عاملك، فقد خشيت أن يفرق الموت بيني وبين ذلك، وأنشده:) * أضوء سنا برق بدا لك لمعه * بذي الإثل من أجراع بثنة ترقب * * نعم إنني صب هناك موكل * بمن ليس يدنيني ولا يتقرب * * مرضت فجاءوا بالمعالج والرقى * وقالوا: بصير بالدواء مجرب * * فلم يغن عني ما يعقد طائلا * ولا ما يمنيني الطبيب المجرب * * وقال أناس والظنون كثيرة * وأعلم شيء بالهوى من يجرب * * ألا إن في اليأس المفرق راحة * سيسليك عمن نفعه عنك يعزب * * فكل الذي قالوا بلوت فلم أجد * لذي الشجو أشفى من هوى حين يقرب *
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»