تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٦٠
شريك، عن أبي إسحاق: رأيت ابن عباس طويل الشعر أيام منى، أظنه قصر، ورأيت في إزاره بعض الإسبال.
ابن جريج، عن عطاء: رأيت ابن عباس يصفر، يعني لحيته.
يونس بن يزيد قال: استعمل عثمان على الحج وهو مصحور ابن عباس، فلما صدر عن الموسم إلى المدينة، بلغه وهو ببعض الطريق قتل عثمان، فجزع من ذلك وقال: يا ليتني لا أصل حتى يأتيني قاتله فيقتلني، فلما قدم على علي خرج معه إلى البصرة، يعني في وقعة) الجمل، ولما سار الحسين إلى الكوفة قال ابن عباس لابن الزبير، وقد لقيه بمكة: خلا لك والله إلى الكوفة بيت ابن الزبير الحجاز، فقال: والله ما ترون إلا أنكم أحق بهذا الأمر من سائر الناس، وتكالما حتى علت أصواتهما، حتى سكنهما رجال من قريش، وكان ابن عباس وابن الحنيفة قد نزلا بمكة في أيام فتنة ابن الزبير، فطلب منهما أبن يبايعاه، فامتنعا وقالا: أنت وشأنك لا نعرض لك ولا لغيرك.
وعن عطية العوفي أن ابن الزبير ألح عليهما في البيعة وقال: والله لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار، فبعثا أبا الطفيل عامر بن واثلة إلى شيعتهم بالكوفة، فانتدب أربعة آلاف، وساروا فلبسوا السلاح حتى دخلوا مكة، وكبروا تكبيرة سمعها الناس، وانطلق ابن الزبير من المسجد هاربا، ويقال: تعلق بالأستار، وقال: أنا عائذ الله، قال بعضهم: فمثلنا إلى ابن عباس وابن الحنفية، وقد عمل حول دورهم الحطب ليحرقها، فخرجنا بهم حتى نزلنا بهم الطائف.
قلت: فأقام ابن عباس بالطائف سنة أو سنتين لم يبايع أحدا.
وقال ابن الحنيفة لما دفن ابن عباس: اليوم مات رباني هذه الأمة.
رواه مسلم بن أبي حفصة، عن أبي كلثوم، عنه.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»