تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٢٧٣
يا رسول الله أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها فقرأ أول * (سبحان) * وقال:
بينا أنا نائم عشاء في المسجد الحرام إذ أتاني آت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم عدت في النوم ثم أيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا ثم نمت فأيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بهيئة خيال فأتبعته بصري حتى خرجت من المسجد فإذا أنا بدابة أدنى شبهه بدوابكم هذه بغالكم مضطرب الأذنين يقال له البراق وكانت الأنبياء تركبه قبلي يقع حافره مد بصره فركبته فبينا أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني: يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه فسرت ثم دعاني داع عن يساري: يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه ثم إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة فقالت: يا محمد أنظرني أسألك فلم ألتفت إليها حتى أتيت بيت المقدس فأوثقت دابتي بالحلقة فأتاني جبريل بإناءين: خمر ولبن فشربت اللبن فقال: أصبت الفطرة فحدثت جبريل عن الداعي الذي عن يميني قال: ذاك داعي اليهود لو أجبته لتهودت أمتك والآخر داعي النصارى لو أجبته لتنصرت أمتك وتلك المرأة الدنيا لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس فصلينا ركعتين ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم تر الخلائق أحسن من المعراج أما رأيتم الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يفعل ذلك عجبه به فصعدت أنا وجبريل فإذا أنا بملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك قال تعالى: * (وما يعلم جنود ربك إلا هو) *. فاستفتح جبريل قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟
قال: محمد قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم. فإذا أنا بآدم كهيئته يوم
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»