وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ١٧
والمزادة الراوية وهي معروفة وقال له عمر رضي الله عنه يوما خبرنا عن أخيك قال يا أمير المؤمنين لقد أسرت مرة في حي من أحياء العرب فأخبر أخي فأقبل فلما طلع على الحاضر ما كان أحد قاعدا إلا قام على رجليه وما بقيت امرأة إلا وتطلعت من خلال البيوت فما نزل عن جملة حتى لقوه بي برمتي فحلني هو فقال عمر رضي الله عنه إن هذا لهو الشرف والرمة بضم الراء المهملة الحبل البالي ومنه قولهم دفع إليه الشيء برمته أصله أن رجلا دفع إلى رجل بعيرا بحبل في عنقه فقيل ذلك لكل من دفع شيئا بجملته وقال متمم أيضا لعمر رضي الله عنه أغار حي من أحياء العرب على حي أخي مالك وهو غائب فجاءه الصريخ فخرج في آثارهم على جمل يسوقه مرة ويركبه أخرى حتى أدركهم على مسيرة ثلاث وهم آمنون فما هو إلا أن رأوه فأرسلوا ما في أيديهم من الأسرى والنعم وهربوا فأدركهم أخي فاستسلموا جميعا حتى كتفهم وصدر بهم إلى بلاده مكتوفين فقال عمر رضي الله عنه قد كنا نعلم سخاءه وشجاعته ولم نعلم كل ما تذكره وله فيه المراثي النادرة فمن ذلك أبياته الكافية وهي في كتاب الحماسة في باب المراثي (لقد لامني عند القبور على البكا * رفيقي لتذراف الدموع السوافك) (فقال أتبكي كل قبر رأيته * لقبر ثوى بين اللوى والدكادك) (فقلت له إن الشجا يبعث الشجا * فدعني فهذا كله قبر مالك) وله فيه قصيدته العينية وهي طويلة بديعة ومن جملتها قوله
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»