وأحضره الرشيد يوما آخر فكان مما قال له:
(أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد) ثم قال: أما والله لكأني أنظر إلى شؤبوبها قد همع وعارضها قد بلع وكأني بالوعيد قد أورى زنادا يسطع فاقلع عن براجم بلا معاصم ورؤوس بلا غلاصم فمهلا مهلا بني هاشم فبي والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر وألقت إليكم الأمور أزمتها فنذار لكم نذار قبل حلول داهية خبوط باليد لبوط بالرجل.
فقال عبد الملك اتق الله يا أمير المؤمنين فيما ولاك من رعيته التي استرعاك ولا تجعل الكفر مكان الشكر ولا العقاب موضع الثواب فقد نحلت لك النصيحة ومحضت لك الطاعة وشددت أواخي ملكك بأثقل من ركني يلملم وتركت عدوك مشتغلا، فالله الله في دمي إلى رحمك أن تقطعه بعد أن وصلته بظن أوضح الكتاب [لي] بعضه، أو ببغي باغ ينهس اللحم ويلغ الدم فقد والله سهلت لك والأعور وذللت لك الأمور وجمعت على طاعتك القلوب في الصدور فكم ليل تمام فيك كابدته ومقام ضيق [لك] قمته كنت [فيه] كما قال أخو بني