وسبب ذلك أن قيسا أبطأ بالخراج والهدية فقال عبد الله بن خازم لعبد الله بن عامر ولني خراسان أكفكها فكتب له عهده فبلغ ذلك قيسا فخاف ابن خازم وشغبه فترك خراسان وأقبل فازداد ابن عامر غضبا لتضييعه الثغر فضربه وحبسه وبعث رجلا من يشكر علي خراسان وقيل بعث أسلم بن زرعة الكلابي ثم ابن خازم وقيل في عزله غير ذلك وهو أن ابن خازم قال لابن عامر أنك استعملت علي خراسان قيسا وهو ضعيف وإني أخاف إن لقي حربا أن ينهزم بالناس فتهلك خراسان وتفضح أخوالك يعني قيس عيلان قال ابن عامر فما الرأي قال تكتب لي عهدا إن هو انصرف عن عدو قمت مقامه فكتب له وجاش جماعة من طخارستان فشاوره قيس فأشار عليه ابن خازم أن ينصرف حتى يجتمع إليه أطرافه فلما سار مرحلة أو اثنتين اخرج ابن حازم عهده وقام بأمر الناس ولقي العدو فهزمهم وبلغ الخبر الكوفة والبصرة والشام فغضب القيسية وقالوا خدع قيسا وابن عامر وشكوا إلى معاوية فاستقدمه فاعتذر مما قيل فيه فقال معاوية قم غدا فاعتذر في الناس فرجع إلى أصحابه وقال إني أمرت بالخطبة ولست بصاحب كلام فأجلسوا حول المنبر فإذا قلت فصدقوني فقام من الغد فحمد الله وأثني عليه ثم قال إنما يتكلف الخطبة إمام لا يجد منها بدا أو أحمق يهمر من رأسه لا يبالي ما خرج منه ولست بواحد منهما وقد علم من عرفني أني بصير بالفرص وثاب إليها وقاف عند المهالك انفذ بالسرية وأقسم بالسوية انشد الله من عرف ذلك مني فليصدقني فقال أصحابه صدقت فقال يا أمير المؤمنين إنك فيمن نشدت فقل بما تعلم فقال صدقت.
(٤٣٨)