(فباتوا شباعا طامعين كأنما * حباهم بيت المرزبان أمير) (فكلبكم لا تتركوا فهو أمكم * فإن عقوق الأمهات كبير) فاستعدوا عليه عثمان فعزره وحبسه فما زال في السجن حتى مات فيه وقال في الفتك معتذرا إلى أصحابه:
(هممت ولم أفعل وكدت وليتني * تركت على عثمان تبكي حلائله) (وقائلة قد مات في السجن ضابئ * ألا من لخصم لم يجد من يحاوله) فلذلك صار ابنه عمير سبئيا قال وأما كميل بن زياد وعمير بن ضابئ فإنهما سارا إلى المدينة لقتل عثمان فأما عمير فإنه نكل عنه وأما كميل فإنه جسر وثاوره فوجأ عثمان وجهه فوقع على استه فقال أوجعتني يا أمير المؤمنين قال أولست بفاتك قال لا والله فقال عثمان فاستقد مني فقال عثمان ودونك فعفا عنه وبقيا إلى أيام الحجاج فقتلهما وسيرد ذكر ذلك إن شاء الله تعالى.
قيل: وكان لعثمان على طلحة بن عبيد الله خمسون ألفا فقال له يوما قد تهيأ مالك فاقبضه قال هو لك معونة على مروءتك قيل فلما حصر عثمان قال علي لطلحة أنشدك الله إلا رددت الناس عن عثمان قال لا والله حتى تعطيني بنو أمية الحق من أنفسها.