وأما سبب قتله، على ما تقدم ذكره من فتح فارس وخراسان فقد اختلف الناس في سبب قتله فقيل إنه هرب من كرمان في جماعة يسيرة إلى مرو ومعه خرزاد أخو رستم فرجع عنه إلى العراق ووصي به ماهويه مرزبان مرو فسأله يزدجرد مالا فمنعه فخافه أهل مرو على أنفسهم فأرسلوا إلى الترك يستنصروهم عليه فأتوه فبيتوه فقتلوا أصحابه فهرب يزدجرد ماشيا إلى شط المرغاب فأوى إلى بيت رجل ينقر الأرحاء فلما نام قتله، وقيل: بل بيته أهل مرو ولم يستنصروا بالترك فقتلوا أصحابه وهرب منهم فقتله النقار وتبعوا أثره إلى بيت الذي ينقر الأرحاء فأخذوه وضربوه فأقر بقتله فقتلوه وأهله.
وكان يزدجرد قد وطئ امرأة بها فولدت له غلاما ذاهب الشق ولدته بعد قتله فسمي المخدج فولد له أولاد بخراسان فوجد قتيبة بن مسلم حين افتتح الصعد وغيرها جاريتين من ولد المخدج فبعث بهما أو بإحداهما إلى الحجاج فبعث بها إلى الوليد بن عبد الملك فولدت للوليد يزيد بن الوليد الناقص. وأخرج يزدجرد من النهر وجعل في تابوت وحمل إلى إصطخر فوضع في ناووس هناك.
وقيل إن يزدجرد هرب بعد وقعة نهاوند إلى أرض أصبهان وبها رجل يقال له مطيار كان قد أصاب من العرب شيئا يسيرا فصار له بها محل كبير فأتي مطيار يزدجرد ذات يوم زائرا فحجبه بوابه ليستأذن له فضربه وشجه أنفة وحمية لحجبه إياه فدخل البواب على يزدجرد مدمي فلما نظر إليه أفظعه ذلك فرحل عن أصبهان من ساعته فأتي الري فخرج إليه صاحب طبرستان وعرض عليه بلاده وأخبره بحصانتها وقال له إن أنت لم تجبني يومك هذا ثم أتيتني بعد ذلك فلم أقبلك ولم أراك فلم يجبه.
وقيل مضي من فوره ذلك إلى سجستان ثم سار إلى مرو في ألف فارس،