الجريدة في أصول أنساب العلويين - السيد حسين الحسيني الزرباطي - ج ١ - الصفحة ٤
والوقت... فأوحت هذه الظاهرة بفكرة لم اطل التأمل فيها بعد قناعتي بفوائدها وهي عمل جريدة أحصي فيها العلويين خاصة ممن ذكرهم مشاهير علماء النسب في قوائم بأسمائهم مرتبة بحسب الحروف ولعدد محدود من البطون ونظرا لانحصار الجرد في أعقاب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام دون غيرهم من بني هاشم كان العنوان المختار هو " الجريدة في أصول أنساب العلويين ".
لا شك أن هذه الجريدة تسهل على الباحث عن أسماء العلويين وأصول مشجراتهم طريق الوصول موفرة الجهد والوقت كما انها تجمع لهواة هذا العلم معظم من أثبتهم النسابون في مبسوطاتهم وتكون بذلك المعين القريب الذي يسد خلة المصدر البعيد، وهي أخيرا سلوة للعلوي تذكره بأجداده العظام.
ان جملة الفوائد التي ظننتها في هذا المشروع حملتني على التوقف عن بحثي السابق والانشغال بجمع هذه الأسماء الشريفة. وقد أثمر الجهد بحمد الله بضاعة متواضعة وها أقدمها إلى طلابها مع الاعتذار عن الخطأ والنسيان. على اني لم ادع الإحاطة في الاحصاء بل اعترف بالتقصير واذعن بشهادة التاريخ ان آل علي (ع) قد ظلموا وقهروا سيما في العهدين الأموي والعباسي. فلقد عصفت بهم أمواج الظلم ذات اليمين وذات الشمال فاجتثت منهم أصولا وقطعت منهم فروعا و أضاعت في ظلمات الأيام منهم نفوسا، فعاش الكثير منهم بسطوة الجور بعيدا عن الديار هاربا لائذا بالجبال والقفار، فطمست بذلك معالم فروع وحالت ظلمة الأيام وغبار الكر والفر وطول الفترة بين أقلام الكاتبين واخبارهم ووا عجباه من جرأة بعض كتاب السلاطين ممن ادعى العلم بأنساب العلويين بعد حين من الدهر كيف نسب إلى الكذب والادعاء مطلقا وبجزم من لم يشمله قلمه بالذكر أيام النقابات دون مراعاة للتقوى.
ان علماء الحديث ليعترفون - مع علمهم بكثرة الرواة واهتمامهم بأحاديث الاحكام وتدوينهم لها منذ عصر الرسالة - بضياع الكثير من الاخبار لأسباب
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 10 11 13 ... » »»