يحيى هذا قتل ولده على الامارة ومنهم الشريف الاجل أمير مكة أبو عبد الله محمد المعروف بشكر تاج المعالي ابن أمير الحرم الراشد بالله أبى الفتح (1) الحسن بن الامير أبي الحسن نقيب مكة جعفر بن الامير أبي جعفر محمد بن الامير الحسين الشريف بينبع ابن محمد ابن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ولم يلد الامير شكر الا بنتا " يقال لها تاج الملك قال لي أبو الحسن: محمد بن سعدان صاحب أبي الفتوح (2) المعروف بمن بكسر الميم، يقال لامها بنت الصيرفى وكان " من " هذا الذي يقال له ابن سعدان يخبر بنت أبي الفتوح، فوجد جارية لهم معها ولد لها لا يعرف أبوه فأخذه منها ورباه وأدبه، ثم نهض به الى الدريزي (3) فقال: هذا ولد الامير شكر وسماه جعفر احمله أنت الى أبيه، وقد ألقيت ثقله عن منكبي، وحملتك اياه.
فكساه الدريزي وحمله وزوده ونفقه جملة دنانير وأنفذ معه من أو صله الى مكة فلما دخل على شكر قال له " من " أيها الامير رأيت جاريتك فلانة ببلد حربى معها هذا الولد، وذكرت أنه منك ولم آمن تكون صادقة، فأنفقت عليه مالى وكديت له وجئتك به، فان تكن صادقة فقد فعلت عظيما "، وان كانت كاذبة فما ضرك مني شئ فقال شكر كذبت لعنها الله، والله ما أعرف هذا وجزاه خيرا "، وحصل (4) ما أخذه من الدريزي على الصبي وعلى من معه.