معجم البلدان - الحموي - ج ٢ - الصفحة ١٠
يوم واحد، قيل: سميت بتبالة بنت مكنف من بني عمليق، وزعم الكلبي أنها سميت بتبالة بنت مدين ابن إبراهيم، ولو تكلف متكلف تخرج معاني كل الأشياء من اللغة لساغ أن يقول: تبالة من التبل وهو الحقد، وقال القتال:
وما مغزل ترعى، بأرض تبالة، أراكا وسدرا ناعما ما ينالها وترعى بها البردين ثم مقيلها غياطل، ملتج عليها ظلالها بأحسن من ليلى، وليلى بشبهها، إذا هتكت في يوم عبد حجالها وينسب إليها أبو أيوب سليمان بن داود بن سالم بن زيد التبالي، روى عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن مقلاص الثقفي الطائفي، سمع منه أبو حاتم الرازي.
تبان: بالضم، والتخفيف، ويقال لها توبن أيضا: من قرى سوبخ من ناحية خزار من بلاد ما وراء النهر من نواحي نسف، ينسب إليها أبو هارون موسى بن حفص بن نوح بن محمد بن موسى التباني الكسي، رحل في طلب العلم إلى الحجاز والعراق، روى عن محمد بن عبد الله بن زيد المقري، روى عنه حماد ابن شاكر النسفي.
تبت: بالضم، وكان الزمخشري يقوله بكسر ثانيه وبعض يقوله بفتح ثانيه، ورواه أبو بكر محمد بن موسى بفتح أوله وضم ثانيه مشدد في الروايات كلها:
وهو بلد بأرض الترك، قيل: هي في الاقليم الرابع المتاخم لبلاد الهند، طولها من جهة المغرب مائة وثلاثون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وقرأت في بعض الكتب ان تبت مملكة متاخمة لمملكة الصين ومتاخمة من إحدى جهاتها لأرض الهند ومن جهة المشرق لبلاد الهياطلة ومن جهة المغرب لبلاد الترك، ولهم مدن وعمائر كثيرة ذوات سعة وقوة، ولأهلها حضر وبدو، وبداويهم ترك لا تدرك كثرة ولا يقوم لهم أحد من بوادي الأتراك، وهم معظمون في أجناس الترك، لان الملك كان فيهم قديما، وعند أحبارهم أن الملك سيعود إليهم.
وفي بلاد التبت خواص في هوائها ومائها وسهلها وجبلها ولا يزال الانسان بها ضاحكا مستبشرا لا تعرض له الا خزان والاخطار والهموم الغموم، يتساوى في ذلك شيوخهم وكهولهم وشبانهم، ولا تحصى عجائب ثمارها وزهرها ومروجها وأنهارها، وهو بلد تقوى فيه طبيعة الدم على الحيوان الناطق وغيره، وفي أهله رقة طبع وبشاشة وأريحية تبعث على كثرة استعمال الملاهي وأنواع الرقص، حتى إن الميت إذا مات لا يداخل أهله كثير الحزن كما يلحق غيرهم، ولهم تحنن بعضهم على بعض، والتبسم فيهم عام، حتى إنه ليظهر في وجوه بهائهم، وإنما سميت تبت ممن ثبت فيها وربث من رجال حمير، ثم أبدلت الثاء تاء لان الثاء ليست في لغة العجم، وكان من حديث ذلك أن تبع الأقرن سار من اليمن حتى عبر نهر جيحون وطوى مدينة بخارى وأتى سمرقند، وهي خراب، فبناها وأقام عليها، ثم سار نحو الصين في بلاد الترك شهرا حتى أتى بلادا واسعة كثيرة المياه والكلأ فابتنى هناك مدينة عظيمة وأسكن فيها ثلاثين ألفا من أصحابه ممن لم يستطع السير معه إلى الصين وسماها تبت، وقد افتخر دعبل بن علي الخزاعي بذلك في قصيدته التي عارض بها المكيت فقال:
وهم كتبوا الكتاب بباب مرو، وباب الصين كانوا الكاتبينا
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»