الأنساب - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٧
حبان: سمعت ابن خزيمة: يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس، بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرحه في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله، فيحدث به، يتوهم أنه خطه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره. قال زياد بن أيوب: نهاني أحمد بن حنبل أن أروي حديث عبد الله بن صالح.
وأبو الفيض يوسف بن السفر الكاتب الشامي، كان كاتب الأوزاعي، من أهل الشام.
يروي عنه. روى عنه بقية بن الوليد، وسعيد بن يعقوب الطالقاني. كان ممن يروي عن الأوزاعي ما ليس من حديثه من المناكير، التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال. روى عنه الخطاب بن عثمان.
وأبو إسحاق إبراهيم بن تميم الكاتب، مولى بكر بن مضر، مولى شرحبيل بن حسنة، من أهل مصر، كان كاتبا في ديوان الخراج. ثم تناهت به الأمور إلى أن ولي خراج مصر، وتوفي سنة سبع عشرة ومائتين.
وأبو مسلم محمد بن أحمد بن علي بن الحسين الكاتب البغدادي، كاتب الوزير أبي الفضل بن حنزابة، من أهل بغداد، نزل مصر، وعمر، حتى حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وعبد الله بن أبي داود السجستاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وبدر بن الهيثم، وسعيد بن محمد أخي زبير الحافظ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، وأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقري، وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي. روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وغيرهم. وذكر أبو عبد الله الصوري الحافظ، قال: كان بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جيادا. قلت: وكيف كانت حاله من حال ابن الجندي؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي.
وقال أبو الحسين العطار، وكيل أبي مسلم الكاتب، قال الصوري: كان أبو الحسين من أهل العلم والمعرفة بالحديث، كتب وجمع، ولم يكن بمصر بعد عبد الغني بن سعيد أفهم منه.
قال العطار: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا، غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحا، وما عدا ذلك مفسود. وقال العتيقي: سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فيها توفي أبو مسلم الكاتب البغدادي. بمصر، وكان آخر من بقي من أصحاب ابن منيع. وقال غيره: توفي في ذي القعدة، من السنة.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»