الأنساب - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٢٥
كنيته أبو محمد، يروي عن أهل مكة، يروي عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه الحكم ومنصور، كان فقيها عبدا ورعا متقيا، مات بمكة وهو ساجد. وكان إذا رؤي كأنه خربندج (1) ضل حماره فهو يطلبه، لما فيه من الوله. مات سنة اثنتين أو ثلاث ومائة، وكان مولده سنة إحدى وعشرين، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم العباد المعروف بإبراهيمك القارئ، كان من الصالحين، من أهل نيسابور. ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: حدثونا أنه كان يقرأ عند أبي عمرو الحيري، والمتقدمين من مشايخنا، ولا نذكره إلا شيخا هرما، كان على رأس سكة خشاورة، سمع أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى، والسري بن خزيمة، وأقر أنهما بنيسابور، وذكرته في الخشاوري.
وأبو بكر محمد بن جعفر الأدمي القارئ، ذكرته في الألف.
القاري: بالقاف، والراء المهملة المكسورة، وتشديد ياء النسبة غير مهموزة هذه النسبة إلى بني قارة، وهو بطن معروف من العرب. قال بعضهم: أيثع (2) بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. ومن قال: أيثع بن الهون. فقد وهم.
(قال أبو عبيدة): أيثع هو القارة. وقال غيره: القارة بل هو الديش بن محلم بن غالب بن عايذة بن أيشع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة. وإنما سموا القارة لان يعمر بن عوف الشداخ أراد أن يفرقهم في بطون بني كنانة، فقال رجل منهم:
دعونا قارة لا تنفرنا * فنجفل مثل أجفال الظليم.
فسموا القارة (3). ويعمر بن الشداخ أحد بني الليث.
وقيل في المثل السائر: قد أنصف من راماها. يصفهم بالرمي والإصابة.
والمشهور بهذه النسبة.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد القاري، يروي عن عمر بن الخطاب، عداده في أهل

(١) ساق الذهبي ما يوضح هذا فقال: " وقال الأعمش: كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته مبتذلا، كأنه خربندج قد ضل حماره وهو مهتم لذلك، فإذا نطق من فيه اللؤلؤ ". تذكرة الحفاظ ١ / 92.
وفي الألفاظ الفارسية المعربة: 52: " الخربندية: المكارون، تعريف خربنده ومعناه مربي الحمار ".
(2) أنظر اللباب 3 / 16.
(3) قال ابن دريد: " وأما القارة فإنما سموا بهذا لان القارة أكمة سوداء فيها حجارة ". الاشتقاق 179.
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»