الأنساب - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٢٣
وعبد العزيز بن محمد الستوري وعلي بن أحمد الرزاز وأبو علي بن شاذان البزاز وكان ابن ماسي ينفذ إلى أبي عمر الغلام وقتا بعد وقت كفايته فقطع عنه مدة وذلك لعذر ثم أنفذ إليه جملة ما كان في رسمه وكتب إليه رقعة يعتذر إليه فرده وأمر من بين يديه أن يكتب (على ظهر رقته): " أكرمتنا فملكتنا ثم أعرضت عنا فأرحتنا ".
وقيل إن أبا علي الحاتمي اعتل فتأخر عن مجلس أبي عمر فسأل عنه فقيل: إنه عليل فجاء أبو عمر يعوده واتفق أن المريض خرج إلى الحمام فكتب بخطه على بابه بإسفيداج (1): (من المتقارب):
وأعجب شئ سمعنا به * عليل يعاد فلا يوجد وتوفي أبو عمر في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. وأبو علي الحسن بن القاسم بن علي الواسطي المقرئ المعروف بغلام الهراس من أهل واسط كان يدعى إمام الحرمينة وقرأ بالأمصار وسافر في طلب إسناد القراءات وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى صار طبقة في العصر. ورحل إليه الناس في طلب القراءات. وأسند قراءة أبي عمرو عن أبي قرة عن أبي بكر بن مجاهد. ولم يكن في عصره من يشاركه في ذلك، وكف بصره في آخر عمره، وقيل إنه خلط في شئ من القراءات. هكذا قال أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الأمين. وقال: غلام الهراس كان مقرئا غير أنه خلط في شئ من القراءات، وادعى إسنادا في شئ لا حقيقة له، وروى عجائب. قلت: سمع أبا الحسن علي بن محمد بن خزفة الواسطي وغيره. روى لي عنه أبو القاسم بن السمرقندي وكان له عنده إجازة وكانت ولادته سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ووفاته في جمادى الأولى سنة ثمان وستين وأربعمائة بواسط.

(1) الاسفيداج: كلمة فارسية، وهو نوعان: الحي وهي النورة، والهندي: وهو شئ كالطباشير هش. وانظر حاج العروس " سفدج " والمساعد 1 / 220.
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»