الأنساب - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٩٦
يعتقد الشيعة فيه الامامية، ويعرف بأبي الحسن العسكري، وقيل: إن المتوكل في أول خلافته اعتل فقال: لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك؟ فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى يعني أبا الحسن العسكري فسأله فقال: يتصدق بثلاثة وثمانين دينارا، فتعجب قوم من ذلك، وتعصب قوم عليه وقالوا:
تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه، فقال له: قل لأمير المؤمنين: في هذه الوفاء بالنذر، لان الله تعالى قال: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) (1) فروى أهلنا جميعا أن المواطن في المواقع والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له وأجرى عليه في الدنيا والآخرة. ولد أبو الحسن العسكري في سنة أربع عشرة ومائتين، ومات بسر من رأى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين، ودفن في داره.
وأبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حماد البزاز الفقيه العسكري، ختن زكريا بن الخطاب، كان يسكن درب الزعفراني، وحدث عن محمد بن عبيد الله بن المنادي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ المكي، وأبي داود السجستاني، ويحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن سعد العوفي، وأبي قلابة الرقاشي، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن الحسين الحنيني، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، وأحمد بن أبي خيثمة: زهير بن حرب. روى عنه محمد بن المظفر الحافظ، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج وجماعة، آخرهم محمد بن أحمد بن رزقويه، وكان ثقة، مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العسكري، من أهل عسكر مكرم، أحد أعيان الجوالين من أصحاب الحديث، كثير التصنيف، حسن الحديث، أعلى إسناده بالبصرة:
عمرو بن علي، ونصر بن علي، وأبو موسى الزمن، وبندار، وكتب بالأهواز والري والكوفة وجور، ورد نيسابور وأقام بها على تجارة له مدة، وقد كان أبو علي الحسين بن علي الحافظ كتب عنه بالري أيضا وفي بلدان شتى. روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وعلي بن الحسن بن سلم الأصبهاني وهما من أقرانه، وحدث عنه حفاظ الدنيا في عصره،

(1) من سورة التوبة الآية 25.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»