الأنساب - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ٤٩٤
هذه النسبة إلى بيع دهن " الشيرج " وهو دهن السمسم، وببغداد يقال لمن يبيع - الشيرج: الشيزجي والشيرجاني، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الشيرجي الخضيب الحنبلي، من أهل بغداد، يروي عن عباس بن محمد الدوري، وعلي بن داود القنطري، ويحيى بن أبي طالب وغيره. روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه سمع منه ومات في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو سليمان خالد بن أبي سعيد الشيرجي البنا، من أهل بغداد، شيخ صالح سديد، سكن نواحي باب الأزج، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، قرأت عليه نسخة الحسن بن عرفة بدار البساسيري ناحية باب الأزج.
ومن القدماء: أبو الفضل جعفر بن محمد بن يعقوب بن إسحاق الثقفي الوراق الشيرجي، حدث عن علي بن الحسين بن إشكاب، والمغيرة بن محمد المهلبي وغيرهما.
وروى عنه أبو الفضل الزرهي، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، ومات في جمادى الأولى من سنة ثمان وأربعين ومائتين (1).
وأبو العباس محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد بن عيسى بن عبد الحميد المعروف بابن الشيرجي، مروزي الأصل، سمع جعفر بن محمد الفريابي وإبراهيم بن شريك الأسدي، وأبا العباس البراثي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبا القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود السجستاني. كتب عنه أبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وغيرهم، ومات في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكان شيخا ثقة مستورا لا بأس به (2).

(1) هكذا في الأصول عامة، وفيه سبق نظر من المصنف رحمه الله، ففي ترجمة المترجم من " تاريخ بغداد " 7: 223 وهو مصدر المصنف: " وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.. قرأت في كتاب أبي عمر محمد بن علي بن عمر بن الفياض: ولد أبو الفضل جعفر بن محمد بن يعقوب الوراق المعروف بالشيرجي - على ما ذكر لي - في جمادى الأولى - أو الثانية - من سنة ثمان وأربعين ومائتين " فالتاريخ الذي ذكره المصنف هو تاريخ ولادة المترجم لا وفاته:
(2) هذه عبارة الخطيب في " تاريخ بغداد " 1: 413، ويكثر ورود مثلها في " تاريخه "، وفي ظاهرها إشكال الجمع بين وصفين متفاوتين في رجل واحد، هما " ثقة " و " مستور ". وكنت كتبت به منذ ثلاث سنوات إلى فضيلة شيخنا العلامة الحافظ الشيخ عبد الله الصديق الغماري حفظه الله بخير وعافية، فكتب إلي في الجواب: " وأما قول الخطيب:
" مستور ثقة " فيقصد بقوله " مستور " مجهول العدالة في الباطن مع كونه عدلا في الظاهر، وهو أحد أنواع المجهول الثلاثة. وقد قطع الامام سليم الرازي بالاحتجاج بروايته، قال ابن الصلاح: ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة، وصحح النووي الاحتجاج به أيضا، ومثل هذا لا يقال عنه " ثقة " إلا مع لفظ " مستور " كما يفعل الخطيب، لإفادة أن عدالته ظاهرية وليترك للناظر في روايته حرية الاخذ بها أو عدمه، حسب ما يقتضيه اجتهاده وبحثه، وعند التعارض تقدم عليها رواية من يقال فيه " ثقة " أو " صدوق " " انتهى كلام شيخنا جزاه الله خيرا.
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»