الأنساب - السمعاني - ج ٢ - الصفحة ٤٨
الأعمش وعاصم بن بهدلة روى عنه وكيع ومسلم بن إبراهيم، كان من الصالحين الذين غلب عليهم الوهم حتى فحش خطاؤه وخرج عن حد الاحتجاج به. والفلتان ابن عاصم الجرمي له صحبة. ومن الصحابة أيضا شهاب بن المجنون الجرمي جد عاصم بن كليب وروى أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم سلمة الجرمي. وابنه عمرو بن سلمة يكنى أبا بريد وهو الذي كان يؤم قومه وهو ابن سبع سنين أو ثمان وعليه بردة إذا سجد بدت عورته منها فقالت امرأة من الحي: غطوا عنا إست قارئكم. وأبو عبد الله سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي الكوفي من أهل الكوفة، كان من أهل الصدق غير أنه كان غاليا في التشيع، سمع شريك بن عبد الله القاضي والمطلب بن زياد وعلي بن غراب وحاتم بن إسماعيل وعبد الملك بن أبجر ويحيى بن واضح وأبا يوسف القاضي ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وغيرهم، روى عنه محمد بن هارون الفلاس وعباس الدوري وإبراهيم الحربي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو زرعة الرازي وغيرهم، قال يحيى بن معين: سعيد بن محمد الجرمي لا بأس به، وسئل عنه فقال:
صدوق، وقال أبو داود: الجرمي ثقة، وحكى إبراهيم بن عبد الله المخرمي قال كان سعيد الجرمي إذا قدم بغداد نزل على أبي فكان أبو زرعة الرازي يجئ كل يوم ينتقي عليه ومعه نصف رغيف، وكان إذا حدث فجرى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم سكت، وإذا جرى ذكر علي رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: وأما أبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي النحوي صاحب الكتاب المختصر في النحو، قدم بغداد وناظر بها يحيى بن زياد الفراء، وقيل إنه مولى بجيلة بن أنمار بن أراش بن الغوث من خثعم وقيل له الجرمي لأنه كان ينزل في جرم، ولم يكن منهم نسبا وقيل إنه مولى لحرم، وكان ممن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد وأسند الحديث عن يزيد بن زريع ويحيى بن كثير الكاهلي، روى عنه أحمد بن ملاعب المخرمي وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وغيرهما قال أبو سعيد السيرافي أخذ أبو عمر النحو عن الأخفش وغيره، ولقي يونس بن حبيب ولم يلق سيبويه، وأخذ اللغة عن أبي عبيدة وأبي زيد والأصمعي وطبقتهم، وكان ذا دين وأخا ورع. وقال المبرد: كان الجرمي جليلا في الحديث والاخبار، وله كتاب في السيرة عجيب. وقال غيره: مات في سنة خمس وعشرين ومائتين.
ومن كبار التابعين أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي كان من سادات أهل البصرة فقها وعبادة وورعا وزهادة، حمل على قضاء البصرة فأبى أن يليها وعلم أنه سيكرهونه على ذلك فهرب من البصرة إلى أن دخل الشام وجعل يأوي الرباطات والثغور ويعمر المسالح ويتعهد المراقب والمواحيز في جملة الرصد والجواسيس مع بني له إلى أن اعتل علة صعبة وهو ببطيحة في رمال الرملة فذهبت يداه ورجلاه وبصره فما كان يزيد على قوله: اللهم أوزعني أن أحمدك حمدا أكافي به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتني على كثير ممن خلقته تفضيلا.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»