أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
اقسمها وانظر فلانا وأعطه ورده فإنه لم يأتنا منذ دخلنا في هذا الأمر وما أظنه تركنا إلا الله القاضي وهارون قال يحيى: وجاءت أمي تسلم على حفص وهي تريد الخروج إلى مكة فدفع إليها دراهم وقال: تبرين بها عجائز الحي.
كرم ابن غباث أخبرني الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن شهم قال حدثنا عبد الوهاب بن نادم قال رأيت هارون الرشيد يساير حفص بن غياث بجبانة الكوفة وعلى حفص كساء قز كان في يوم شات قد اشتمل على ثيابه به وهارون مقبل عليه وتحت حفص حمار لجامه ليف.
وأخبرني جعفر بن محمد بن حسن قال سمعت محمد بن عبد الله بن عمار يقول: كنت بالكوفة وحج هارون وقد بكرت إلى حفص بن غياث فركب بغلته ومضيت معه حتى ترك القنطرة واقبل هارن ونزل حفص عن بغلته فقبل يده ثم ركب وسايره فشكا إليه دينا وتخلف أرزاقه ثم انصرف فما أمسى حتى بعث إليه بخمسين ألف درهم قال ابن عمار: فسمعت عمر بن حفص يقول: ما أمسينا من اليوم الثاني وعندنا منها إلا ألفا درهم وجه بها كلها حفص إلى إخوانه وقضاء دينه أخبرني أحمد ابن أبي خيثمة قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال. كان حفص بن غياث قاضي الكوفة إذا وأمروه في يتيمة زوجها؛ قال لقيامه سل عنه؛ فإن كان رافضيا فلا تزوجه فإنه يطلق ثلاثا ويقيم عليها وإن كان يعاقر النبيذ فلا تزوجه فإنه يسكر ويطلق ويقيم عليها. وقال أبو سعيد الأشج: سمعت حفص بن غياث يقول: ما يدع النبيذ إلا مرتدا إلا أن يكون ممن لا يتهم.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»