أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٣ - الصفحة ١٤٢
وأخبرني محمد بن نافع مؤذن مسجد القاسم بن معن قال: كتب ابن أبي ليلى إلى أبي جعفر وهو بالمدينة بما قال أبو حنيفة وبما شهد به عليه وإقراره؛ فكتب أبو جعفر إن هو رجع وإلا فاضرب عنقه وحرقه بالنار؛ قال: فتاب أبو حنيفة ورجع عن قوله في القرآن. قال لي محمد ابن عمران: فحدثني وكيع قال: لما كان من الغد قال له ابن أبي ليلى: يا أبا حنيفة من خلقك؟ قال: الله؛ قال: فمن خلق لسانك؟ قال: الله؛ قال: فمن خلق منطقك؟ قال: الله قال: خصمت يا أبا حنيفة! قال: صدقت قال: فأي شيء تقول؟ قال: أتوب إلى الله وأرجع فبعث معه بن أبي ليلى أمينين من أمنائه موثوقا بهما على حلقة حلقة من حلق المسجد يقولان: إن أبا حنيفة قال: إن القرآن مخلوق فإنه قد تاب ورجع فإن سمعتموه يقول بشيء من هذا فارفعوا ذلك إلى قال وأمر به عيسى بن موسى حرسيا فقال: لا تدعه يفتي في المسجد فكان أبو حنيفة إذا صلى قال له الحرسي: قم إلى منزلك فيقول: دعني أسبح فيقول: لا ولا كلمة فلا يدعه حتى يقيمه فلما قدم إلى محمد بن سليمان جمع أصحابه وكلمه فأذن له فجلس في المسجد.
ابن ليلى وأبو جعفر ابن أبي ليلى يتغدى عند أبي جعفر حدثني ابن أبي سعد قال حدثني محمد بن الحسين بن محمد النخعي قال: حدثني أحمد بن عبيد بن أبي ليلى قال: قال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى تغديت عند أبي جعفر وقد ولاني الفتيا فأتى بصحفة مصببة فيها مثال رأس فقال لي خذ أيها الرجل من هذا فجلعت اضرب بيدي إلى الشيء فإذا وضعته في فمي لم أحتج إلى مضغه بسيل فلما فرغنا جعل يلعق بيده الصحفة ويلحسها فقال: يا محمد تدري ما تأكل؟ قلت
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»