أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ٢ - الصفحة ٧٣
أعاذني الله من ذلك وإنما هو شيء لزمني ثم نهض فنال: - * وما تغنى الشهادة عند وغد * جهول بالحكومة والخصام * * له بالمصر أعوام تباعا * تمام العشر أو فوق التمام * * وما أجدى على أحد بخير * ولا فصل القضاء بالانفصام * * إذا حضر الخصوم يغض طرفا * وشنج وجهه فعل اللئام * * سموع للخصوم إذا لقوه * ولا يقضى بحق في الذمام * * جهول بالقضاء حليف بول * وكور للأثام وللحرام * * إذا لم يقض بين الخصم يوما * وبين مخاصميه من الأنام * * فلم يأخذ عطا المنصور فيه * عطاء من عطاياه العظام * * وأجزل في الذي يقضى على ما * فعلت الضرب بالسيف الحسام * ((هجاء السيد لسوار)) حدثني إسحاق بن محمد؛ قال: حدثني أبو زيد هانى بن صيفي عن إسماعيل ابن الساحر؛ قال: لما مات سوار دفن في موضع كان كنيفا مرة فعفا فلما حفروا طهروا الكنيف تبادروا به فدفنوه لعلة كانت به ومات بقربه عباد بن حبيب بن المهلب فهجاه السيد ودفع القصيدة إلى نوائح الأزد فحفظتها النوائح فكانوا إذا رثوا عباد بن حبيب أنشدوا هجاء سوار وهي: - * عدى بسوار في أخلاق اطمار * من داره ظاعنا عنها إلى النار * * يا شرحي ثوى في الأرض نعلمه * ممن براه الاله الخالق الباري * * لا قدس الله روحا أنت هيكله * وهل تقدس رجس بين كفار * * توى ببرهوت في بلهوت محتبسا * ملعنا بين أطفاش وفجار * * أبان فيك إله الناس معجبة * لما قضى ربنا فيكم بمقدار * * في جرم جسمك إذ دليت في رحم * في بقعة بين أحشاش وأقذار * * في مخرج وكنيف قد أعد لكم * فيه الثواء باذلال وإصغار *
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»