أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ١ - الصفحة ٢٨٩
فهما والآخر ضخما جهيرا فدما فاستعلاه النحيف؛ فقال أبو الأسود:
* ترى المرء النحيف فتزدريه * وفي أثوابه رجل مرير * * ويعجبك الطرير فتختبره * فيخلف ظنك الرجل الطرير * * وما عظم الرجال لهم بزين * ولكن زينها مجد وخير * ((شعر أبي الأسود وقد بلغه أن مقضيا عليه شكاه)) قال: وقضى أبو الأسود على رجل فشكاه فبلغه؛ فقال:
* إذا كنت مظلوما فلا تلف راضيا * عن القوم حتى تأخذ النصف واغضب * * وإن كنت أنت الطالب القوم فاطرح * مقالتهم واشعب بهم كل مشعب * * وقارب بذى عقل وباعد بجاهل * جلوب عليك الشر من كل مجلب * * ولا ترمني بالجور واصبر على التي * بها كنت أقضى للبعيد على الآب * * فإني امرؤ أخشى إلهي وأتقى * عقابي وقد جربت ما لم تجرب * ثم استخلف ابن عباس زيادا على الخراج وأبا الآسود على الصلاة فوقع بينهما نفار.
((أين كان ابن عباس يوم قتل علي)) وقال أبو عبيدة: لم ينزح ابن عباس من البصرة حتى قتل علي عليه السلام فشخص إلى الحسن بن علي وشهد الصلح بينه وبين معاوية ثم رجع إلى البصرة وثقله بها فحمله ومالا من مالها وقال: هي أرزاقي اجتمعت.
وأنكر المدائني ذلك؛ وزعم أن عليا عليه السلام قتل وابن عباس بمكة وأن الذي شهد الصلح عبيد الله بن العباس.
وزعم ابن عائشة أن ابن عباس ولى قضاء البصرة ابن أصرم الهلالي وأنكر ذلك المدائني.
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»