أخبار القضاة - محمد بن خلف بن حيان - ج ١ - الصفحة ١٩٣
فبلغ القاضي فركب إليه ابن عمران؛ فقال: لو قلت: إن شئت إن حكمك مرسل؛ فقال: لو قلت لها قالت: هي الطلاق.
((محمد بن عمران وقضية للمنصور مع الحمالين)) ((تخلص ابن عمران مما أخذه عليه المنصور)) أخبرنا أبو ظاهر الدمشقي أحمد بن بشر بن عبد الوهاب؛ قال: حدثني أبو عبيد الله؛ قال: حدثني أبو يعقوب؛ قال: حدثني نمير الشيباني؛ قال: كنت كاتبا لمحمد بن عمران وهو على قضاء المدينة فحج أبو جعفر فأراد أن يمضي بالحمالين إلى الشام فاستعدوا عليه (إلى) ابن عمران وكان قاضيه على المدينة؛ فقال لنمير: اكتب عليه عدوى؛ فقلت: إنه يعرف خطي؛ قال: والله لا يكون الرسول غيرك قال: فمشيت إلى الربيع فأوصلت إليه العدوي؛ فقال: إن أمير المؤمنين مدعو إلى الحكم فلا تقم له أحدا إذا خرج؛ فقال: والله يا ربيع لئن دخلت المسجد فقام إلى ابن عمران هيبة والله لا يلي لي عملا أبدا فدخل المسجد وكان ابن عمران محتبيا فلما رآه حل حبوته واتكى فقال له الذي على رأسه: بأي شيء أنادى أبالخلافة أو باسمه؟ قال: باسمه فناداه فتقدم إليه فقضى عليه فلما أن أراد أن يقوم قال: يا أمير المؤمنين: بنو فلان يتظلمون منك فإما أن تحضر معهم أو توكل وكيلا يقوم مقامك؛ قال: هذا الربيع يوكله أبو جعفر فلما قام قال أبو جعفر: إذا فرغ قابلني به فلما دخل عليه قال: ما حملك على ما بلغني عنك؟ قال: ما هي؟ قال: لا تسلم على الناس تيها؛ قال: وماذا؟ قال: ولك مكيال ناقص؛ قال: وماذا؟ قال لا تشهد الصلاة في
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»