الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٨ - الصفحة ٢٤٢
والشاهد على ذلك أمور، (الأول) روايته في كتابه (دلائل الإمامة) هذا عن كثير من مشايخهما: (منهم) أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي (عيسى - خ ل) المعروف بابن الخياط القمي من مشايخ الشيخ الطوسي. (ومنهم) محمد بن هارون بن موسى التلعكبري المتوفى (387) الذي يروى النجاشي عنه عن والده التلعكبري، كما يروى الشيخ الطوسي عن أخيه الحسين بن هارون بن موسى عن والده (ومنهم) أبو المفضل الشيباني (المتوفى 385) الذي أدركه النجاشي أيضا ولكنه امتنع عن الرواية عنه الا بالواسطة لرعاية الاحتياط (ومنهم) أبو عبد الله الحسين بن الغضائري. (والثاني) روايته عن جمع ممن يروون عن الصدوق أبو جعفر بن بابويه، كما يروى الشيخ والنجاشي عن جمع ممن يروون عن الصدوق أيضا. (والثالث) ان الشيخ الطوسي والنجاشي وصاحب الدلائل هذا يروون جميعا عن جمع ممن يروون عن التلعكبري. (والرابع) أنه ألف الدلائل هذا بعد (411) الذي توفى فيها ابن الغضائري الذي هو شيخهم جميعا، فإنه عند ذكر معجزة صاحب الزمان (ع) (ص 300 من المطبوع) قال [نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبى عبد الله الحسين بن الغضائري رحمه الله.] فيظهر وفاته قبل النقل عن خطه.
وترك الشيخ والنجاشي ترجمته في كتابيهما لا يدل على عدم وجوده، فإنهما تركا ترجمة جمع من المصنفين الاجلاء المعاصرين لهما مثل الكراجكي (المتوفى - 449) وسلار بن عبد العزيز تلميذ المفيد (المتوفى 413). والقاضي عبد العزيز بن براج تلميذ الشريف المرتضى (المتوفى - 436). والشيخ محمد بن علي الطرازي مؤلف (الدعاء والزيارة) المذكور في (ص 195). وغير هؤلاء ممن ذكرهم الشيخ منتجب الدين بن بابويه (المتوفى - 585) في فهرسه، أو لم يذكرهم هو أيضا كالطرازي المذكور والطبري مؤلف الدلائل هذا وغيرهما ممن ضاعت عنا أسمائهم وآثارهم.
ومن راجع أسانيد روايات هذا الكتاب يظهر له أن المؤلف يرويها على ثلاثة أنحاء:
الأول: ما يرويه عن مشايخه الذين تحمل عنهم الحديث بالإجازة أو القراءة أو السماع حتى صح له أن يقول: حدثنا، أخبرنا، حدثني، أخبرني. وهؤلاء هم الذين صدر الرواية عنهم بقوله [حدثني، اخبرني] وهم مشايخه لا محالة. وإذا نظرنا فيهم رأينا أن بعضهم من مشايخ النجاشي (م - 450) خاصة وبعضهم من مشايخ الطوسي (م - 460) خاصة
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»